والمصطفين الأخيار لأقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار في جموع من الأنصار ليسوا بميل أغمار ولا بعزل أشرار حتى إذا أقمت عمود الدين ورأيت شعب صدع المسلمين وشفيت غليل صدور المؤمنين وأدركت بثأر النبيين لم يكبر على زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى .
ثم خلى عبد الله بن يزيد سبيله بشفاعة عبد الله بن عمر فيه واختلفت إليه الشيعة بعد خروجه من السجن واجتمعت عليه واتفق رأيها علي الرضا به ولم يزل أصحابه يكثرون وأمره يقوى ويشتد حتى عزل ابن الزبير عبد الله بن يزيد عن الكوفة وولى عليها عبد الله بن مطيع العدوى .
66 - خطبة عبد الله بن مطيع العدوى حين قدم الكوفة .
وقدم عبد الله بن مطيع العدوى الكوفة لخمس بقين من رمضان سنة 65 فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإن أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير بعثنى على مصركم وثغوركم وأمرني بجباية فيئكم وأن لا أحمل فضل فيئكم عنكم إلا برضا منكم ووصية عمر بن الخطاب التي أوصى بها عند وفاته وبسيرة عثمان بن عفان التي سار بها في المسلمين فاتقوا الله واستقيموا ولا تختلفوا وخذوا على أيدي سفهائكم وإلا تفعلوا