2 - مقال سبيع بن الحرث .
فقال سبيع أيها الملك إن عداوة بنى العلات لا تبرئها الأساة ولا تشفيها الرقاة ولا تستقل بها الكفاة والحسد الكامن هو الداء الباطن وقد علم بنو أبينا هؤلاء أنا لهم ردء إذا رهبوا وغيث إذا أجدبوا وعضد إذا حاربوا ومفزع إذا نكبوا وأنا وإياهم كما قال الأول .
( إذا ما علوا قالوا أبونا وأمنا ... وليس لهم عالين أم ولا أب ) .
مقال ميثم بن مثوب .
فقال ميثم أيها الملك إن من نفس على ابن أبيه الزعامة وجد به في المقامة واستكثر له قليل الكرامة كان قرفا بالملامة ومؤنبا على ترك الاستقامة وإنا والله ما نعتد لهم بيد إلا وقد نالهم منا كفاؤها ولا نذكر لهم حسنة إلا وقد تطلع منا إليهم جزاؤها ولا يتفيأ لهم علينا ظل نعمة إلا وقد قوبلوا بشرواها ونحن بنو فحل مقرم لم تقعد بنا الأمهات ولا بهم ولم تنزعنا أعراق السوء ولا إياهم فعلام مط الخدود وخزر العيون 12 والتصعر والبأو والتكبر ألكثرة عدد أم لفضل جلد أم لطول معتقد وإنا وإياهم لكما قال الأول .
( لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عنى ولا أنت ديانى فتخزونى ) .
ومقاطع الأمور ثلاثة حرب مبيرة أو سلم قريرة أو مداجاة وغفيرة .
4 - مقال مرثد الخير .
فقال الملك .
لا تنشطوا عقل الوارد ولا تلقحوا العون القواعد ولا تورثوا نيران الأحقاد ففيها المتلفة والجائحة والأليلة وعفوا بالحلم أبلاد الكلم وأنيبوا إلى السبيل الأرشد والمنهج الأقصد فإن الحرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر بالويل والثبور ثم قال الملك .
( ألا هل أتى الأقوام بذلى نصيحة ... حبوت بها منى سبيعا وميثما ) .
( وقلت اعلما أن التدابر غادرت ... عواقبه للذل والقل جرهما ) .
( فلا تقدحا زند العقوق وأبقيا ... على العزة القعساء أن تهدما ) .
( ولا تجنيا حربا تجر علييكما ... عواقبها يوما من الشر أشأما