35 - خطبته ليلة قتله .
وسير إليه ابن زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص في أربعة آلاف فعدل الحسين إلى كربلاء وكانت بينهما مقابلات غير مجدية فنهض عمر إليه عشية الخميس 9 من المحرم سنة 61ه فجمع الحسين أصحابه عند قرب المساء فقال أثنى على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين .
أما بعد فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا خيرا ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا ألا وإني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم من ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم إنما يطلبونني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري