30 - خطبة للحسين رضى الله عنه .
ولما بلغ عبيد الله بن زياد أمير الكوفة إقبال الحسين بعث الحصين بن نمير التميمى فأمره أن ينزل القادسية وأن يضع المسالح وقدم الحر بن يزيد التميمي بين يديه فى ألف فارس من القادسية فيستقبل حسينا وكان الحسين قد سبقه إلى ذى حسم ونزل به فسار إليه الحر حتى وقف هو وخيله مقابله فى حر الظهيرة وحضرت صلاة الظهر فخرج الحسين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال .
أيها الناس إنها معذرة إلى الله D وإليكم إنى لم آتكم حتى أتتنى كتبكم وقدمت على رسلكم أن اقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل الله يجمعنا بك على الهدى فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فإن تعطونى ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمى كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذى أقبلت منه إليكم فسكتوا عنه ثم أقيمت الصلاة فقال الحسين للحر أتريد أن تصلى بأصحابك قال لا بل تصلى أنت ونصلى بصلاتك فصلى بهم الحسين .
31 - خطبة أخرى له .
فلما كان وقت العصر أمر الحسين أن يتهيئوا للرحيل ثم إنه خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر وصلى ثم سلم وانصرف إلى القوم بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضي لله