الحمد لله الذي توحد في ملكه وتفرد في ربوبيته يؤتى الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء والحمد لله أكرم بنا مؤمنكم وأخرج من الشرك أولكم وحقن دماء آخركم فبلاؤنا عندكم قديما وحديثا أحسن البلاء إن شكرتم أو كفرتم أيها الناس إن رب على كان أعلم بعلى حين قبضه إليه ولقد اختصه بفضل لم تعتدوا مثله ولم تجدوا مثل سابقته فهيهات هيهات طالما قلبتم له الأمور حتى أعلاه الله عليكم وهو صاحبكم وعدوكم في بدر وأخواتها جرعكم رنقا وسقاكم ثم علقا وأذل رقابكم وأشرقكم بريقكم فلستم بملومين على بغضه وايم الله لا ترى أمة محمد خفضا ما كانت سادتهم وقادتهم بنى أمية ولقد وجه الله إليكم فتنة لن تصدروا عنها حتى تهلكوا لطاعتكم طواغيتكم وانضوائكم إلى شياطينكم فعند الله أحتسب ما مضى وما ينتظر من سوء دعتكم وحيف حكمكم ثم قال يأهل الكوفة لقد فارقكم بالأمس سهم من مرامى الله صائب علي أعداء الله نكال على فجار قريش لم يزل آخذا بحناجرها جاثما على أنفاسها ليس بالملومة فى أمر الله ولا بالسروقة لمال الله ولا بالفروقة فى حرب أعداء الله أعطى الكتاب خواتمه وعزائمه دعاه فأجابه وقاده فاتبعه لا تأخذه فى الله لومة لائم فصلوات الله عليه ورحمته ثم نزل .
فقال معاوية أخطأ عجل أو كاد وأصاب متثبت أو كاد ماذا أردت من خطبة الحسن