لأميركم لقد عرفتم الحق إذ ضيعه من أنكره ودعوتم إلى الهدى إذ تركه من لم يعرفه ثم قرأ عليهم كتاب علي عليه السلام فقام صبرة بن شيمان فقال سمعنا وأطعنا ونحن لمن حارب أمير المؤمنين حرب ولمن سالم سلم إن كفيت يا جارية قومك بقومك فذاك وإن أحببت أن ننصرك نصرناك وقام وجوه الناس فتكلموا بمثل ذلك فلم يأذن لأحد منهم أن يسير معه ومضى نحو بني تميم .
337 - خطبة زياد .
فقام زياد في الأزد فقال .
يا معشر الأزد إن هؤلاء كانو أمس سلما فأصبحوا اليوم حربا وإنكم كنتم حربا فأصبحتم سلما وإني والله ما اخترتكم إلا على التجربة ولا أقمت فيكم إلا على الأمل فما رضيتم أن أجرتموني حتى نصبتم لى منبرا وسريرا وجعلتم لي شرطا وأعوانا ومناديا وجمعة فما فقدت بحضرتكم شيئا إلا هذا الدرهم لا أجبيه اليوم فإن لم أجبه اليوم أجبه غدا إن شاء الله واعلموا أن حربكم اليوم معاوية أيسر عليكم في الدنيا والدين من حربكم أمس عليا وقد قدم عليكم جارية بن قدامة وإنما أرسله علي ليصدع أمر قومه والله ما هو بالأمير المطاع ولو أدرك أمله في قومه لرجع إلى أمير المؤمنين ولكان لي تبعا وأنتم الهامة العظمى والجمرة الحامية فقدموه إلى قومه فإن اضطر إلى نصركم فسيروا إليه إن رأيتم ذلك