بكم واقعة وتصيبكم قارعة ولا يكن بعدها لكم بقية ألا إني قد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين .
ثم إن الناس أقبلوا إلى ابن الحضرمي وكثر تبعه وكان الأمير بالبصرة يومئذ زياد ابن أبيه استخلفه عبد الله بن عباس وقدم الكوفة على علي عليه السلام يعزيه عن محمد ابن ابي بكر فأفزع ذلك زيادا وهاله وخلى قصر الإمارة واستجار بالأزد فأجاروه وكتب إلى ابن عباس بالأمر وطلب إليه أن يرفع ذلك إلى أمير المؤمنين ليرى فيه رأيه وغلب ابن الحضرمي على ما يليه من البصرة وجباها وأجمعت الأزد على زياد وأعدوا له منبرا وسريرا وشرطا .
331 - خطبة زياد ابن أبيه .
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال .
يا معشر الأزد إنكم كنتم أعدائي فأصبحتم أوليائي وأولى الناس بي وإني لو كنت في بني تميم وابن الحضرمي فيكم لم أطمع فيه أبدا وأنتم دونه فلا يطمع ابن الحضرمي في وأنتم دوني وليس ابن آكلة الأكباد في بقية الأحزاب وأولياء الشيطان بأدنى إلى الغلبة من أمير المؤمنين في المهاجرين والأنصار وقد أصبحت فيكم مضمونا وأمانة مؤادة وقد رأينا وقعتكم يوم الجمل فاصبروا مع الحق صبركم مع الباطل فإنكم لا تحمدون إلا على النجدة ولا تعذرون على الجبن