الخارجين أن لا تكونوا عارا على من يغزو لغيره وأن لا تخرجوا بأرض تسمون بها بعد اليوم ولا تستعجلوا ضلال العام خشية ضلال عام قابل فقال له ابن الكواء إن صاحبك لقينا بأمر قولك فيه صغير فأمسك .
قالوا إن عليا خرج بعد ذلك إليهم فخرج إليه ابن الكواء فقال له علي يابن الكواء إنه من أذنب في هذا الدين ذنبا يكون في الإسلام حدثا استتبناه من ذلك الذنب بعينه وإن توبتك أن تعرف هدى ما خرجت منه وضلال ما دخلت فيه قال ابن الكواء إننا لا ننكر أنا قد فتنا فقال له عبد الله بن عمرو بن جرموز أدركنا والله هذه الآية ( آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) وكان عبد الله من قراء أهل حروراء فرجعوا فصلوا خلف علي الظهر وانصرفوا معه إلى الكوفة ثم اختلفوا بعد ذلك في رجعتهم ولام بعضهم بعضا ثم خرجوا على علي فقتلهم بالنهروان .
305 - مناظرة ابن عباس لهم .
فلما استقروا بالكوفة أشاعوا أن عليا رجع عن التحكيم وتاب منه ورآه ضلالا فأتى الأشعث بن قيس عليا فقال يا أمير المؤمنين إن الناس قد تحدثوا أنك رأيت الحكومة ضلالا والإقامة عليها كفرا وتبت فخطب علي الناس فقال .
من زعم أني رجعت عن الحكومة فقد كذب ومن رآها ضلالا فهو أضل منها فخرجت الخوارج من المسجد فحكمت فقيل لعلي إنهم خارجون فقال لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسيفعلون فوجه إليهم عبد الله بن العباس .
فلما سار إليهم رحبوا به وأكرموه فرأى منهم جباها قرحت لطول السجود