يطاع لقصير أمر فأبيتم على إباء المخالفين الجفاة والمنابذين العصاة حتى ارتاب الناصح بنصحه وضن الزند بقدحه فكنت وإياكم كما قال أخو هوازن .
( أمرتكم أمري بمنعرج اللوى ... فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد ) .
ألا إن هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما وأحييا ما أمات القرآن واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من الله فحكما بغير حجة بينة ولا سنة ماضية واختلفا في حكمهما وكلاهما لم يرشد فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين استعدوا وتأهبوا للمسير إلى الشأم .
289 - خطبة الحسن بن علي .
وقال الإمام علي قم يا حسن فتكلم في أمر هذين الرجلين أبي موسى وعمرو فقام الحسن فتكلم فقال .
أيها الناس قد أكثرتم في أمر أبي موسى وعمرو وإنما بعثا ليحكما بالقرآن دون الهوى فحكما بالهوى دون القرآن فمن كان هكذا لم يكن حكما ولكنه محكموم عليه وقد كان من خطأ أبي موسى أن جعلها لعبد الله بن عمر فأخطأ في ثلاث خصال خالف يعني أبي موسى أباه عمر إذ لم يرضه لها ولم يره أهلا لها وكان أبوه أعلم به من غيره ولا أدخله في الشورى إلا على أنه لا شئ له فيها شرطا مشروعا من