بايعه القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وأنها بيعة هدى وأنه لم يقاتل إلا العاصين والناكثين .
فقال أبو موسى رحمك الله والله مالي إمام غير علي وإني لواقف عند ما رأى وإن حق الله أحب إلى من رضا معاوية وأهل الشأم وما أنت وأنا إلا بالله .
281 - وصية شريح بن هانئ لأبي موسى الأشعري .
ولما أراد أبو موسى المسير قام إليه شريح بن هانئ الحارثي فأخذ بيده وقال .
يا أبا موسى إنك قد نصبت لأمر عظيم لا يجبر صدعه ولا تستفال فلتته ومهما تقل من شئ لك أو عليك يثبت حقه ويرى صحته وإن كان باطلا وإنه لا بقاء لأهل العراق إن ملكهم معاوية ولا بأس على أهل الشأم إن ملكهم علي وقد كانت منك تثبيطة أيام الكوفة والجمل فإن تشفعها بمثلها يكن الظن بك يقينا والرجاء منك يأسا ثم قال .
( ابا موسى رميت بشر خصم ... فلا تضع العراق فدتك نفسي ) .
( وأعط الحق شامهم وخذه ... فإن اليوم في مهل كأمس ) .
( وإن غدا يجئ بما عليه ... كذاك الدهر من سعد ونحس ) .
( ولا يخدعك عمرو إن عمرا ... عدو الله مطلع كل شمس ) .
( له خدع يحار العقل منها ... مموهة مزخرفة بلبس )