الذي هو بالعباد بصير أن لو كان قائدنا رجلا مخدوعا إلا أن معنا من البدريين سبعين رجلا لكان ينبغي لنا أن تحسن بصائرنا وتطيب أنفسنا فكيف وإنما رئيسنا ابن عم نبينا بدري صدق صلى صغيرا وجاهد مع نبيكم كثيرا ومعاوية طليق من وثاق الأسارى إلا أنه أخو جفاة فأوردهم النار وأورثهم العار والله محل بهم الذل والصغار ألا إنكم ستلقون عدوكم غدا فعليكم بتقوى الله من الجد والحزم والصدق والصبر فإن الله مع الصابرين ألا إنكم تفوزون بقتلهم ويشقون بقتلكم والله لا يقتل رجل منكم رجلا منهم إلا أدخل الله القاتل جنات عدن وأدخل المقتول نارا تلظى لا تفتر عنهم وهم فيها مبلسون عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه وجعلنا وإياكم ممن أطاعه واتقاه واستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين .
243 - خطبة يزيد بن قيس الأرحبي .
وحرض يزيد بن قيس الأرحبي أهل العراق بصفين فقال .
إن المسلم من سلم دينه ورأية وإن هؤلاء القوم والله ما إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا ضيعناه ولا على إحياء حق رأونا أمتناه ولا يقاتلوننا إلا على هذه الدنيا ليكونوا فيها جبابرة وملوكا ولو ظهروا عليكم لا أراهم الله ظهورا ولا سرورا إذن