241 - خطبة للإمام علي .
وخطب علي عليه السلام بصفين أيضا فقال .
الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع من خلق من البر والفاجر وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعه منهم ومن عصاه إن يرحم فبفضله ومنه وإن عذب فبما كسبت أيديهم وإن الله ليس بظلام للعبيد أحمده على حسن البلاء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة وأتوكل عليه وكفى بالله وكيلا ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ارتضاه لذلك وكان أهله واصطفاه لتبليغ رسالته وجعله رحمة منه على خلقه فكان علمه فيه رءوفا رحيما أكرم خلق الله حسبا وأجملهم منظرا وأسخاهم نفسا وأبرهم لوالد وأوصلهم لرحم وأفضلهم علما وأثقلهم حلما وأوفاهم لعهد وآمنهم على عقد لم يتعلق عليه مسلم ولا كافر بمظلمة قط بل كان يظلم فيغفر ويقدر فيصفح حتى مضى وآله مطيعا لله صابرا على ما اصابه مجاهدا في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وآله فكان ذهابه أعظم المصيبة على أهل الأرض البر والفاجر ثم ترك فيكم كتاب الله يأمركم بطاعة الله وينهاكم عن معصيته .
وقد عهد إلى رسول الله عهدا فلست أحيد عنه وقد حضرتم عدوكم وعلمتم أن رئيسهم منافق يدعوهم إلى النار وابن عم نبيكم معكم وبين أظهركم يدعوكم إلى الجنة والى طاعة ربكم والعمل بسنة نبيكم ولا سواء من صلى قبل كل ذكر لا يسبقني بصلاة مع رسول الله أحد وأنا من أهل بدر ومعاوية طليق