وفد علي على معاوية .
بعد أن نزل علي كرم الله وجهه بصفين دعا بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي فقال ائتوا هذا الرجل فادعوه إلى الله وإلى الطاعة والجماعة فقال له شبث بن ربعي يا أمير المؤمنين ألا تطمعه في سلطان توليه إياه ومنزلة يكون له بها أثرة عندك إن هو بايعك فقال علي ائتوه فالقوه واحتجوا عليه وانظروا ما رأيه وهذا في أول ذي الحجة سنة 36 ه فأتوه ودخلوا عليه .
218 - خطبة بشير بن عمرو .
فحمد الله أبو عمرة بشير بن عمرو وأثنى عليه وقال .
يا معاوية إن الدنيا عنك زائلة وإنك راجع إلى الآخرة وإن الله D محاسبك بعملك وجازيك بما قدمت يداك وإني أنشدك الله D أن تفرق جماعة هذه الأمة وأن تسفك دماءها بينها .
فقطع عليه الكلام وقال هلا أوصيت بذلك صاحبك فقال أبو عمرة .
إن صاحبي ليس مثلك إن صاحبي أحق البرية كلها بهذا الأمر في الفضل والدين والسابقة في الإسلام والقرابة من الرسول قال فيقول ماذا قال يأمرك بتقوى الله D وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك اليه من الحق فإنه أسلم لك في دنياك وخير لك في عاقبة أمرك