لاستقامتهما لأبي بكر وعمر وبغيهما علي وهما يعلمان أني لست دون أحدهما ولو شئت ان أقول لقلت ولقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتابا يخدعهما فيه فكتماه عني وخرجا يوهمان الطغام أنهما يطلبان بدم عثمان والله ما أنكرا على منكرا ولا جعلا بيني وبينهم نصفا وإن دم عثمان لمعصوب بهما ومطلوب منهما يا خيبة الداعي إلام دعا وبماذا أجيب والله إنهما لعلي ضلالة صماء وجهالة عمياء وإن الشيطان قد ذمر لها حزبه واستجلب منهما خيله ورجله ليعيد الجور إلى أوطانه ويرد الباطل إلى نصابه .
ثم رفع يديه فقال اللهم إن طلحة والزبير قطعاني وظلماني وألبا علي فاخلل ما عقدا وانكث ما أبرما ولا تغفر لهما أبدا وأرهما المساءة فيما عملا وأملا .
184 - خطبة الأشتر .
فقام إليه الأشتر فقال .
الحمد لله الذي من علينا فأفضل وأحسن إلينا فأجمل قد سمعنا كلامك يا أمير المؤمنين ولقد أصبت ووفقت وأنت ابن عم نبينا وصهره ووصيه وأول مصدق به ومصل معه شهدت مشاهدة كلها فكان لك الفضل فيها على جميع الأمة فمن اتبعك أصاب حظه واستبشر بفلجه ومن عصاك ورغب عنك فإلى أمه الهاوية لعمري يا أمير المؤمنين ما أمر طلحة والزبير وعائشة علينا بمخيل ولقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه وفارقا على غير حدث أحدثت ولا جور صنعت فإن زعما أنهما يطلبان بدم عثمان فليقيدا من أنفسهما فإنهما أول من ألب عليه وأغرى الناس بدمه وأشهد الله لئن لم يدخلا فيما خرجا منه لنلحقنهما بعثمان فإن سيوفنا في عواتقنا وقلوبنا في صدورنا ونحن اليوم كما كنا أمس ثم قعد