وقام عثمان فحمد الله وأثنى عليه وقال .
كل ما أشرتم به على قد سمعت ولكل أمر باب يوتى منه إن هذا الأمر الذى يخاف على هذه الأمة كائن وإن بابه الذى يغلق عليه فيكفكف به اللين والمؤاتاة والمتابعة إلا فى حدود الله تعالى ذكره التى لا يستطيع أحد أن يبادى بعيب أحدها فإن سده شئ فرفق فذاك والله ليفتحن وليست لأحد على حجة حق وقد علم الله أنى لم آل الناس خيرا ولا نفسى ووالله إن رحى الفتنة لدائرة فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها كفكفوا الناس وهبوا لهم حقوقهم واغتفروا لهم وإذا تعوطيت حقوق الله فلا تدهنوا فيها 148 .
خطبة عثمان .
ولما حدثت الأحداث بالمدينة خرج منها رجال إلى الأمصار ثم رجعوا جميعا إلى المدينة إلا من كان بالشأم فأخبروا عثمان بخبرهم فقام عثمان فى الناس خطيبا فقال .
يأهل المدينة أنتم أصل الإسلام وإنما يفسد الناس بفسادكم ويصلحون بصلاحكم والله والله والله لا يبلغنى عن أحد منكم حدث أحدثه إلا سيرته ألا فلا أعرفن أحدا عرض دون أولئك بكلام ولا طلب فإن من كان قبلكم كانت تقطع أعضاؤهم دون أن يتكلم أحد منهم بما عليه ولا له .
وايم الله لآخذن العفو من أخلاقكم ولأبذلنه لكم من خلقي وقد دنت أمور ولا أحب أن تحل بنا وبكم وأنا على وجل وحذر فاحذروا واعتبروا