الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ومن الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وكنت والله ما علمت من المخبتين المتواضعين ومن الذين يرحمون اليتيم والمسكين ويبغضون الجفاة والمتكبرين .
ولم يكن أحد من الناس كان أشد جزعا على فقد أبى عبيدة وعلى موته ولا أطول حزنا عليه من معاذ بن جبل 130 .
ابن العاص ومعاذ والطاعون .
وصلى معاذ بالناس أياما واشتد الطاعون وكثر الموت فى الناس فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال أيها الناس إن هذا الطاعون هو الرجز الذى عذب الله به بنى اسرائيل مع الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وأمر الناس بالفرار منه فأخبر معاذ بقول عمرو فقال ما أراد إلى ما يقول مالا علم له به ثم جاء معاذ حتى صعد المنبر .
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على النبى ثم ذكر الوباء فقال ليس كما قال عمرو ولكنه رحمة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم اللهم أعط معاذا وآل معاذ منه النصيب الأوفر 131 .
وصية لمعاذ بن جبل .
ثم صلى ورجع إلى منزله فإذا هو بابنه عبد الرحمن قد طعن فلم يلبث إلا قليلا حتى مات يC وصلى عليه معاذ ثم دفنه فلما رجع معاذ إلى منزله طعن فاشتد به وجعه وجعل أصحابه يختلفون إليه فإذا أتاه أصحابه أقبل عليهم فقال لهم