فغضبوا عند ذلك وقالوا نتقرب إليك وتتباعد عنا اذهب إلى أصحابك فو الله إنا لنرجو أن نفرقكم في الجبال غدا فقال معاذ أما الجبال فلا ولكن والله لتقتلنا عن آخرنا أو لنخرجنكم من أرضكم أذلة وأنتم صاغرون وانصرف معاذ .
119 - بين أبي عبيدة ورسول الروم .
وانصرف معاذ إلى أبي عبيدة فأخبره بما قالوا ثم أرسل الروم رسولا من قبلهم إلى أبي عبيدة فقال له أنا أعرض عليكم أمرا لكم فيه حظ إن قبلتموه نحن نعطيكم دينارين دينارين وثوبا ثوبا ونعطيك انت ألف دينار ونعطي الامير الذي فوقك يعنون عمر ألفي دينار وتنصرفون عنا وإن شئتم أعطيناكم أرض البلقاء وما والى أرضكم من سواد الأردن وخرجتم من مدائننا وأرضنا وبلادنا وكتبنا فيما بيننا وبينكم كتابا يستوثق فيه بعضنا من بعض بالأيمان المغلظة ليقومن به وليفين بما عاهد الله عليه .
فحمد الله أبو عبيدة وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على النبي ثم قال .
إن الله بعث فينا رسولا نبيا وأنزل عليه كتابا حكيما وأمره أن يدعو الناس إلى عبادة ربهم رحمة منه للعالمين وقال لهم إن الله إله واحد عزيز حكيم على مجيد وهو خالق كل شئ وليس كمثله شئ وأمرهم أن يوحدوا الله الذى لا إله إلا هو ولا يتخذوا له صاحبة ولا ولدا ولا يتخذوا معه آلهة أخرى وأن كل شئ يعبده الناس دونه فهو خلقه وأمرنا A فقال إذا أتيتم المشركين فادعوهم إلى الإيمان بالله وبرسوله وبالإقرار بما جاء من عند الله D فمن آمن وصدق فهو أخوكم فى دينكم له ما لكم وعليه ما عليكم ومن أبى فاعرضوا عليه الجزية حتى يؤدوها عن يد وهم صاغرون فإن أبوا أن يؤمنوا أو يؤدوا الجزية