( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) إن هذا ميراثكم وموعود ربكم وقد أباحها لكم منذ ثلاث حجج فأنتم تطعمون منها وتأكلون منها وتقتلون أهلها وتجبونهم وتسبونهم إلى هذا اليوم بما نال منهم أصحاب الأيام منكم وقد جاءكم منهم هذا الجمع وأنتم وجوه العرب وأعيانهم وخيار كل قبيلة وعز من وراءكم فإن تزهدوا في الدنيا وترغبوا في الآخرة جمع الله لكم الدنيا والآخرة ولا يقرب ذلك أحدا إلى أجله وإن تفشلوا وتهنوا وبتضعفوا تذهب ريحكم وتوبقوا آخرتكم .
100 - خطبة عاصم بن عمرو .
وقام عاصم بن عمرو فقال .
إن هذه بلاد قد أحل الله لكم أهلها وأنتم تنالون منها منذ ثلاث سنين ما لا ينالون منكم وأنتم الأعلون والله معكم إن صبرتم وصدقتموهم الضرب والطعن فلكم أموالهم ونساؤهم وأبناؤهم وبلادهم وإن خرتم وفشلتم والله لكم من ذلك جار وحافظ لم يبق هذا الجمع منكم باقية مخافة أن تعودوا عليهم بعائده هلاك الله الله اذكروا الأيام وما منحكم الله فيها أولا ترون أن الأرض وراكم بسابس قفار ليس فيها خمر ولا وزر يعقل إليه ويمتنع به اجعلوا همكم الآخرة .
101 - خطبة طليحة بن خويلد الآسدي .
وحمل أصحاب الفيلة من جيش الفرس على المسلمين وكادت بجيلة أن تؤكل فرت عنها خيلها نفارا فأرسل سعد إلى بني أسد ذببوا عن بجيلة وقام طليحة بن خويلد الأسدي في قومه حين استصرخهم سعد فقال