القلوب فإن القلوب ميتة في صدورها حتى يحييها الله من علم شيئا فلينتفع به وإن للعدل أمارات وتباشير فأما الأمارات فالحياء والسخاء والهين واللين وأما التباشير فالرحمة وقد جعل الله لكل أمر بابا ويسر لكل باب مفتاحا فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد والاعتبار ذكر الموت بتذكر الأموات والاستعداد له بتقديم الأعمال والزهد أخذ الحق من كل أحد قبله حق وتأدية الحق إلى كل أحد له حق ولا تصانع في ذلك احدا واكتف بما يكفه من الكفاف فإن من لم يكفيه الكفاف لم يغنه شئ إني بينكم وبين اله وليس بيني وبينه أحد وإن الله قد ألزمني دفع الدعاء عنه فأنهوا شكاتكم إلينا فمن لم يستطع فإلى من يبلغناها نأخذ له الحق غير متعتع .
92 - وصيته لسعد بن أبي وقاص .
وصى سعد بن أبي وقاص حين أمره على حرب العراق فقال .
يا سعد سعد بنى وهيب لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله وصاحب رسول الله فإن الله D لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه يمحو السيئ بالحسن فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته فالناس شريفهم ووضعيهم في ذات الله سواء الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة فانظر الأمر الذي رأيت النبي منذ بعث إلى أن فارقنا فالزمه فإنه الأمر هذه عظتي إياك إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الخاسرين .
93 - وصيته لسعد بن أبي وقاص أيضا .
ولما أراد أن يسرحه دعاه فقال .
إني قد وليتك حرب العراق فاحفظ وصيتي فإنك تقدم على امر شديد كريه