فقال هاشم إن يرد الله بى خيرا يجعلنى كذلك وأنا أفعل ولا قوة إلا بالله وأنا أرجو إن أنا لم أقتل أن أقتل إن شاء الله .
فقال له عمه سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه يابن أخى لا تطعن طعنة ولا تضربن ضربة إلا وأنت تريد بها وجه الله واعلم أنك خارج من الدنيا رشيدا وراجع إلى الله قريبا ولن يصحبك من الدنيا إلى الآخرة إلا قدم صدق قدمته أو عمل صالح أسلفته .
فقال أى عم لا تخالن منى غير هذا إنى إذا لمن الخاسرين إن جعلت حلى وارتحالى وغدوى ورواحى وسيفى وطعنى برمحى وضربى بسيفى رياء للناس .
ثم خرج فقدم على أبى عبيدة فتباشر بمقدمة المسلمين 66 .
خطبة خالد بن الوليد يوم اليرموك .
ووجه هرقل إلى كل جيش من جيوش المسلمين جيشا يفوقه فأشار عمرو بن العاص على الأمراء بالاجتماع فأرسلوا إلى أبى بكر فى ذلك فأشار عليهم بمثل رأى عمرو .
فاجتمعوا باليرموك وكل واحد من الأمراء أمير على جيشه والروم أمامهم وبين الفريقين خندق فكان الروم يقاتلون باختيارهم وإن شاءوا احتجزوا بخنادقهم فأرسل الأمراء ألى أبى بكر يستمدونه .
فكتب إلى خالد بن الوليد أمير جند العراق يأمره أن يستخلف على جنده بعد أن يأخذ معه نصفه ويتوجه إلى الشام مددا لأمرائه فسار إلى الشام ووافى المسلمين وهم متضايقون إذ وصل باهان بجيش مددا للروم فولى خالد قتاله وقاتل كل أمير من بإزائه متساندين فرأى خالد أن هذا القتل لا يجدى نفعا ما دامت كل فرقة من الجيش لها أمير فجمع الأمراء وخطبهم .
فحمد الله وأثنى عليه وقال .
إن هذا اليوم من أيام الله لا ينبغى فيه الفخر ولا البغى أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم فإن هذا يوم له ما بعده ولا تقاتلوا قوما على نظام وتعبية على تساند