ليزيد أوصيك بالصلاة فى وقتها وبالصبر يوم البأس حتى تظفر أو تقتل وبعيادة المرضى وبحضور الجنائز وذكر الله كثيرا على كل حال 62 .
وصيته لأبى عبيدة بن الجراح .
ولما أراد أن يبعث أبا عبيدة بن الجراح ودعاه فودعه ثم قال له .
اسمع سماع من يريد أن يفهم ما قيل له ثم يعمل بما أمر به إنك تخرج فى أشراف الناس وبيوتات العرب وصلحاء المسلمين وفرسان الجاهلية كانوا يقاتلون إذ ذاك على الحمية وهم اليوم يقاتلون على الحسبة والنية الحسنة أحسن صحبة من صحبك وليكن الناس عندك فى الحق سواء واستعن بالله وكفى بالله معينا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا اخرج من غد إن شاء الله 63 .
وصيته لأبى عبيدة بن الجراح أيضا .
فلما كان من الغد خرج أبو بكر رضى الله عنه يمشى فى رجال من المسلمين حتى أتى أبا عبيدة فسار معه حتى بلغ ثنية الوداع ثم قال حين أراد أن يفارقه .
يا أبا عبيدة اعمل صالحا وعش مجاهدا وتوف شهيدا يعطك الله كتابك بيمينك ولتقر عينك فى دنياك وآخرتك فوالله إنى لأرجو أن تكون من التوابين الأوابين المخبتين الزاهدين فى الدنيا الراغبين فى الآخرة إن الله قد صنع بك خيرا وساقه إليك إذ جعلك تسير فى جيش من المسلمين إلى عدوه من المشركين فقاتل من كفر بالله وأشرك به وعبده معه غيره