غصبا فقالت الجمانة بنت قيس لأبيها دعنى أناظر جدي فإن صلح الأمر بينكما وإلا كنت من وراء رأيك فأذن لها فأتت الربيع فقالت .
إذا كان قيس أبي فإنك يا ربيع جدي وما يجب له من حق الأبوة على إلا كالذي يجب عليك من حق البنوة لي والرأي الصحيح تبعثه العناية وتجلى عن محضه النصيحة إنك قد ظلمت قيسا بأخذ درعه وأجد مكافأته إياك سوء عزمه والمعارض منتصر والبادي أظلم وليس قيس ممن يخوف بالوعيد ولا يردعه التهديد فلا تركنن إلى منابذته فالحزم في متاركته والحرب متلفة للعباد ذهابه بالطارف والتلاد والسلم أرخى للبال وأبقى لأنفس الرجال وبحق أقول لقد صدعت بحكم وما يدفع قولي إلا غير ذي فهم ثم أنشأت تقول .
( أبي لا يرى أن يترك الدهر درعه ... وجدى يرى أن يأخذ الدرع من أبي ) .
( فرأى أبي رأى البخيل بماله ... وشيمة جدي شيمة الخائف الأبي ) .
89 - وصف عصام الكندية أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني .
لما بلغ الحارث بن عمرو ملك كندة جمال أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني وكمالها وقوة عقلها أراد أن يتزوجها فدعا امرأة من كندة يقال لها عصام ذات عقل ولسان وأدب وبيان وقال لها اذهبي حتى تعلمي لي علم ابنة عوف فمضت حتى انتهت إلى أمها أمامة بنت الحارث فأعلمتها ما قدمت له فأرسلت أمامة إلى ابنتها وقالت أي بنية هذه خالتك أتت إليك لتنظر إلى بعض شأنك فلا تستري عنها شيئا أرادت النظر إليه من وجه وخلق وناطقيها فيما استنطقتك فيه فدخلت عصام عليها فنظرت إلى مالم تر عينها مثله قط بهجة وحسنا وجمالا فإذا هي أكمل الناس عقلا وأفصحهم لسانا فخرجت من عندها وهي تقول ترك الخداع من كشف