عجفاء وزمان أعجف وشجر أعسم في قف غليظ فبينما نحن كذلك إذ أنشأ الله تعالى من السماء غيثا مستكفا نشؤه مسبلة عزاليه ضخاما قطره جودا صوبه زاكيا أنزله الله تعالى رزقا لنا فعيش به أموالنا ووصل به طرقنا وأصابنا وإنا لبنوطة بعيدة الأرجاء فاهرمع مطرها حتى رأيتنا وما نرى غير السماء والماء وضهوات الطلح وضرب السيل النجاف وملأ الأودية فزعبها فما لبثنا إلا عشرا حتى رأيتها روضة تندي .
74 - أعرابي يصف مطرا .
ودخل أعرابي على سليمان بن عبد الملك فقال .
أصابتك سماء في وجهك يا أعرابي قال نعم يا أمير المؤمنين غير أنها سحاء طحناء وطفاء كأن هواديها الدلاء مرجحنة النواحي موصولة بالاكام تكاد تمس هام الرجال كثير زجلها قاصف رعدها خاطف برقها حثيث ودقها بطىء مسيرها مثعنجر قطرها مظلم نوؤها قد لجئت الوحش إلى أوطانها تبحث عن أصولها بأظلافها متجمعة بعد شتاتها فلولا اعتصامنا يا أمير المؤمنين