وسأل أعرابي رجلا فحرمه فقال له أخوه نزلت والله بواد غير ممطور وأتيت رجلا بك غير مسرور فلم تدرك ما سألت ولا نلت ما أملت فارتحل بندم أو أقم على عدم .
ودخلت أعرابية على حمدونة بنت المهدي فلما خرجت سئلت فقالت والله لقد رأيتها فما رأيت طائلا كأن بطنها قربة كأن ثديها دبة كأن استها رفعة كأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل ديكا .
وذم أعرابي رجلا فقال أفسد اخرته بصلاح دنياه ففارق ما أصلح غير راجع إليه وقدم على ما أفسد غير منتقل عنه ولو صدق رجل نفسه ما كذبته ولو ألقى زمامه أوطأه راحلته .
قال الأصمعي سمعت أعرابية تقول لرجل تخاصمه والله لو صور الجهل لأظلم معه النهار ولو صور العقل لأضاء معه الليل وإنك من أفضلهما لمعدم فخف الله واعلم أن من ورائك حكما لا يحتاج المدعي عنده إلى إحضار بينة .
وقال أعرابى يعيب قوما هم أقل الناس ذنوبا إلى أعدائهم وأكثرهم جرما إلى أصدقائهم يصومون عن المعروف ويفطرون على الفحشاء