وقدم أعرابي البادية وقد نال من بني برمك فقيل له كيف رأيتهم قال رأيتهم وقد أنست بهم النعمة كأنها من ثيابهم .
وذكر أعرابي رجلا فقال ما زال يبني المجد ويشتري الحمد حتى بلغ منه الجهد .
ودخل أعرابي على بعض الملوك فقال إن جهلا أن يقول المادح بخلاف ما يعرف من الممدوح وإني والله ما رأيت أعشق للمكارم في زمان اللؤم منك وأنشد .
( مالي أري أبوابهم مهجورة ... وكأن بابك مجمع الأسواق ) .
( حابوك أم هابوك أم شاموا الندى ... بيديك فاجتمعوا من الآفاق ) .
( إني رأيتك للمكارم عاشقا ... والمكرمات قليلة المشاق ) .
وضل أعرابي الطريق ليلا فلما طلع القمر اهتدي فرفع رأسه إليه فقال ما أدري ما أقول أأقول رفعك الله فقد رفعك أم أقول نورك الله فقد نورك أم أقول حسنك الله فقد حسنك أم أقول عمرك الله فقد عمرك ولكنى أقول جعلنى الله فداك .
وذكر أعرابى قومه فقال كانوا والله إذا اصطفوا تحت القتام خطرت بينهم السهام بوفود الحمام وإذا تصافحوا بالسيوف فغرت المنايا أفواهها فرب