وقال أعرابي لقد كنت أنكر البيضاء فصرت أنكر السوداء فيا خير مبدول ويا شر بدل .
وذكر أعرابى منزلا باد أهله فقال منزل والله رحلت عنه ربات الخدور وأقامت فيه رواحل القدور وقد اكتسى بالنبات كأنما ألبس الحلل وكان أهله يعفون فيه اثار الرياح وأصبحت الريح تعفو آثارهم فالعهد قريب والملتقى بعيد .
وذكر أعرابي قوما تغيرت أحوالهم فقال أعين والله كحلت بالعبرة بعد الحبرة وأنفس لبست الحزن بعد السرور .
وذكر أعرابي قوما تغيرت حالهم فقال كانوا والله في عيش رقيق الحواشى فطواه الدهر بعد سعة حتى لبسوا أيديهم من القر ولم أر صاحبا أغر من الدنيا ولا ظالما أغشم من الموت ومن عصف عليه الليل والنهار أردياه ومن وكل به الموت أفناه .
ووقف أعرابي على دار قد باد أهلها فقال دار والله معتصرة للدموع حطت بها السحاب أثقالها وجرت بها الرياح أذيالها