يابن أخي قلت ما تشائين قالت ما أحق من ألبس النعمة وأطيلت له النظرة أن لا يدع التوثق من نفسه قبل حل عقدته والحلول بعقوته والمحالة بينه وبين نفسه قال وما يقطر من عينها قطرة صبرا واحتسابا ثم نظرت إليه فقالت والله ما كان مالك لبطنك ولا أمرك لعرسك ثم أنشدت تقول .
( رحيب الذراع بالتى لا تشينه ... وإن كانت الفحشاء ضاق بها ذرعا ) .
قولهم في الشكوى .
59 - أعرابى يشكو حاله .
عن عبد الرحمن عن عمه قال .
قدم علينا البصرة رجل من أهل البادية شيخ كبير فقصدته فوجدته يخضب لحيته فقال ما حاجتك فقلت بلغني ما خصك الله به فجئتك أقتبس من علمك فقال أتيتني وأنا أخضب وإن الخضاب لمن علامات الكبر وطال والله ما غدوت على صيد الوحوش ومشيت أمام الجيوش واختلت بالرداء وهؤت بالنساء وقريت الضيف وأرويت السيف وشربت الراح ونادمت الجحجاح فاليوم قد حناني الكبر وضعف مني البصر وجاء بعد الصفو الكدر ثم قبض على لحيته وأنشأ يقول .
( شيب تغيبه كيما تغر به ... كبيعك الثوب مطويا على حرق ) .
( قد كنت كالغصن ترتاح الرياح له ... فصرت عودا بلا ماء ولا ورق )