وأصدر ليرتب بكرمه الوسائل أو يقيم الحجج والدلائل فابتغوا إليه الوسيلة بمالة واغتنمو رضاه ببعض نواله وصيام رمضان عبادة السر المقربة إلى الله زلفى الممحوضة لمن يعلم السر وأخفى مؤكدة بصيام الجوارح عن الاثام والقيام ببر القيام والاجتهاد وإيثار السهاد على المهاد وإن وسع الاعتكاف فهو من سننه المرعية ولواحقه الشرعية فبذلك تحسن الوجوه وتحصل من الرقة على ما ترجوه وتذهب قسوة الطباع ويمتد في ميدان الوسائل الباع والحج مع الاستطاعة الركن الواجب والفرض على العين لا يحجبه الحاجب وقد بين رسول الله قدره فيما فرض عن ربه وسنه وقال ( ليس له جزاء عنه الله إلا الجنه ) ويلحق بذلك الجهاد في سبيل الله تعالى إن كانت لكم قوة عليه وغنى لديه فكونوا ممن يسمع نفيره ويطيعه وإن عجزتم فاعينوا من يستطيعه هذه عمد الإسلام وفروضه ونقود مهره وعروضه فحافظوا عليها تعيشوا مبرورين وعلى من يناويكم ظاهرين وتلقوا الله لا مبدلين ولا مغيرين ولا تضيعوا حقوق الله فتهلكوا مع الخاسرين .
واعلموا أن بالعلم تستعمل وظائف هذه الألقاب وتجلى محاسنها من بعد الانتقاب فعليكم بالعلم النافع دليلا بين يدي السامع فالعلم مفتاح هذا الباب والموصل إلى اللباب والله D يقول ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولو الألباب ) والعلم وسيلة النفوس الشريفة إلى المطالب المنيفة وشرطه الخشية لله تعالى والخيفة وخاصة الملإ الأعلى وصفة الله في كتبه التى تتلى والسبيل في الآخرة إلى السعادة وفي الدنيا إلى النحلة عادة والذخر الذي قليله يشفع وكثيره ينفع لا يغلبه الغاصب ولا يسلبه العدو المناصب ولا يبتزه الدهر إذا نال ولا يستأثر به البحر إذا هال من لم ينله فهو ذليل وإن كثرت آماله