أنه قال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعدي كتاب الله وسنتى فعضوا عليهما بالنواجذ .
فاعملوا يا بني بوصية من ناصح جاهد ومشفق شفقة والد واستشعروا حبه الذى توافرت دواعيه وعوامر اشد هديه فيافوز واعيه وصلوا السبب بسببه وآمنوا بكل ما جاء به مجملا أو مفصلا على حسبه وأوجبوا التجلة لصحبه الذين اختارهم الله تعالى لصحبته واجعلوا محبتكم إياهم من توابع محبته واشملوهم بالتوقير وفضلوا منهم أولي الفضل الشهير وتبرءوا من العصبية التي لم يدعكم إليها داع ولاتع التشاجر بينهم أذن واع فهو عنوان السداد وعلامة سلامة الاعتقاد ثم اسحبوا فضل تعظيمهم على فقهاء الملة وأئمتها الجلة فهم صقلة نصولهم وفروع ناشئة من أصولهم وورثتهم وورثة رسولهم واعلموا أنني قطعت في البحث زماني وجعلت النظر شاني منذ براني الله تعالى وأنشاني مع نبل يعترف به الشاني وإدراك يسلمه العقل الإنساني فلم أجد خابط ورق ولا مصبب عرق ولا نازع خطام ولا متكلف فطام ولا مقتحم بحر طام إلا وغايته التي يقصدها قد نضلتها الشريعة وسبقتها وفرعت ثنيتها وارتقتها فعليكم بالتزام جادتها السابلة ومصاحبة رفقتها الكاملة والاهتداء بأقمارها غير الآفلة والله تعالى يقول وهو أصدق القائلين ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) وقد علت شرائعه وراع الشكوك رائعة فلا تستنزلكم الدنيا عن الدين وابذلوا دونه النفوس فعل المهتدين فلن ينفع متاع بعد الخلود في النار أبد الابدين ولا يضر مفقود مع الفوز بالسعادة والله أصدق الواعدين ومتاع الحياة الدنيا أخس ما ورث الأولاد عن الوالدين اللهم قد بلغت فأنت خير الشاهدين فاحذروا المعاطب التي توجب في الشقاء الخلود وتستدعي شوه الوجوه ونضج الجلود واستعيذوا برضا الله من سخطه واربئوا بنفوسكم عن غمطه وارفعوا آمالكم عن القنوع بغرور قد خدع