وأمر له بجائزة حسنة وخرج الناس يتعجبون من حسن منطقه وبراعة أدبه وكف فيما بعد ذوو الحاجات عن مقابلته بها شفاها في مجلسه .
3 - عبد الرحمن الداخل ورجل من جنده يهنئه بفتح سرقسطة .
ولما فتح عبد الرحمن الداخل سرقسطة وحصل في يده ثائرها الحسين الأنصارى وانتهى نصره فيها إلى غاية أمله أقبل خواصه يهنئونه فجرى بينهم أحد من لا يؤبه به من الجند فهنأه بصوت عال فقال له عبد الرحمن .
والله لولا أن هذا اليوم يوم أسبغ على فيه النعمة من هو فوقي فأوجب على ذلك أن أنعم فيه على من هو دوني لأصليتك ما تعرضت له من سوء النكال من تكون حتى تقبل مهنئا رافعا صوتك غير متلجلج ولا متهيب لمكان الإمارة ولا عارف بقيمتها حتى كأنك تخاطب أباك أو أخاك وإن جهلك ليحملك على العود لمثلها فلا تجد مثل هذا الشافع في مثلها من عقوبة .
فقال ولعل فتوحات الأمير يقترن اتصالها باتصال جهلى وذنوبي فتشفع لي متى أتيت بمثل هذه الزلة لا أعدمنيه الله تعالى .
فتهلل وجه الأمير وقال ليس هذا باعتذار جاهل ثم قال نهونا على أنفسكم إذا لم تجدوا من ينبهنا عليها ورفع مرتبته وزاد في عطائه .
4 - تاديب عبد الرحمن الاوسط لابنه المنذر .
كان المنذر ابن الأمير عبد الرحمن الأوسط سيء الخلق في أول أمره كثير الإصغاء إلى أقوال الوشاة مفرط القلق مما يقال في جانبه معاقبا على ذلك من يقدر على معاقبته