في قتلك فأشارا على به قال فما قلت لهما يا أمير المؤمنين قال قلت لهما بدأنا له بإحسان ونحن نستأمره فيه فإن غير فالله يغير ما به قال أما أن يكونا قد نصحاك في عظم قدر الملك وما جرت عليه عادة السياسة فقد فعلا ولكن أبيت أن تستجلب النصر إلا من حيث عودك الله ثم استعبر باكيا فقال له المأمون ما يبكيك قال جذلا إذ كان ذنبى إلى من هذه صفته في الأنعام ثم قال يا أمير المؤمنين إنه وإن كان جرمى يبلغ سفك دمى فحلم أمير المؤمنين وتفضله يبلغاننى عفوه ولى بعدهما شفاعة الإقرار بالذنب وحرمة الأب بعد الأب قال المأمون القدرة تذهب الحفيظة والندم توبة وعفو الله بينهما وهو أكبر ما يحاول يا إبراهيم لقد حببت إلى العفو حتى خفت أن لا أوجر عليه أما لو علم الناس ما لنا في العفو من اللذة لتقربوا إلينا بالجنايات لا تثريب عليك يغفر الله لك ولو لم يكن في حق نسبك ما يبلغ الصفح عن زلتك لبلغك ما أملت حسن توصلك ولطيف تنصلك ثم أمر برد ماله وضياعه فقال .
( رددت مالي ولم تبخل على به ... وقبل ردك مالي قد حقنت دمى ) .
( فأبت منك وما كافأتها بيد ... هما الحياتان من وفر ومن عدم ) .
( وقام علمك بى فاحتج عندك لى ... مقام شاهد عدل غير متهم ) .
( فلو بذلت دمي أبغي رضاك به ... والمال حتى أسل النعل من قدمي ) .
( ما كان ذاك سوى عارية رجعت ... إليك لو لم تهبها كنت لم تلم )