فإنه ليس يتمنى المتقدمون قبلكم إلا هذا المهل المبسوط لكم واحذروا ما حذركم الله واتقوا اليوم الذى يجمعكم الله فيه لوضع موازينكم ونشر صحفكم الحافظة لأعمالكم فلينظر عبد ما يضع في ميزانه مما يثقل به وما يمل في صحيفته الحافظة لما عليه وله فقد حكى الله لكم ما قال المفرطون عندها إذ طال إعراضهم عنها قال ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا وقال ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) ولست أنهاكم عن الدنيا بأعظم مما نهتكم الدنيا عن نفسها فإن كل ما بها ينهى عنها وكل ما فيها يدعو إلى غيرها وأعظم مما رأته أعينكم من عجائبها ذم كتاب الله لها ونهى الله عنها فإنه يقول ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) وقال ( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو الأيه ) فانتفعوا بمعرفتكم بها وبإخبار الله عنها واعلموا أن قومامن عباد الله أدركتهم عصمة الله فحذروا مصارعها وجانبوا خدائعها وآثروا طاعة الله فيها فأدركوا الجنة بما تركوا منها .
116 - خطبة ابن طباطبا العلوى .
وخطب محمد بن إبراهيم بن إسمعيل بن إبراهيم طباطبا بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب حين انتهب قائد جيوشه أبو السرايا السرى ابن منصور قصر العباس بن موسى بن عيسى فقال