100 - وصف الفضل بن الربيع غفلة الأمين وندب أسد بن يزيد بن مزيد لقتال طاهر .
وبعث الفضل بن الربيع بعد مقتل عبد الرحمن بن جبلة إلى أسد بن يزيد بن مزيد قال فأتيته فلما دخلت عليه وجدته قاعدا في صحن داره وفي يده رقعة قد قرأها واحمرت عيناه واشتد غضبه وهو يقول .
ينام نوم الظربان وينتبه انتباه الذئب همته بطنه ولذته فرجه لايفكر في زوال نعمته ولا يروى في إمضاء رأي ولا مكيدة قد ألهاه كأسه وشغله قدحه فهو يجرى في لهوه والأيام تسرع في هلاكه قد شمر عبد الله له عن ساقه وفوق له أصيب أسهمه يرميه على بعد الدار بالحتف النافذ والموت القاصد قد عبى له المنايا على متون الخيل وناط له البلاء في أسنة الرماح وشفار السيوف .
ثم استرجع وتمثل بأبيات للبعيث ثم التفت إلى فقال .
يا أبا الحارث إنا وإياك لنجرى إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا وإنما نحن شعب من أصل إن قوى قوينا وإن ضعف ضعفنا إن هذا قد ألقى بيده إلقاء الأمة الو كفاء يشاور النساء ويعتمد على الرؤيا وقد أمكن أهل اللهو والخسارة من سمعه فهم يعدونه الظفر ويمنونه عقب الأيام