ألم أرفع قدرك وأنت خامل وأسير ذكرك وأنت هامل وألبسك من نعم الله تعالى ونعمى ما لم أجد عندك طاقة لحمله ولا قياما بشكره فكيف رأيت الله تعالى أظهر عليك ورد كيدك إليك .
قال يا أمير المؤمنين إن كنت قلت هذا بتيقن وعلم فإني معترف وإن كان بسعاية الباغين ونمائم المعاندين فأنت أعلم بأكثرها وأنا عائذ بكرمك وعميم شرفك .
فقال لولا الحنث في دمك لألبستك قميصا لاتشد عليه أزرارا ثم أمر به إلى السجن فتولى وهو يقول الوفاء يا أمير المؤمنين كرم والمودة رحم وما على العفو ندم وأنت بالعفو جدير وبالمحاسن خليق فأقام في السجن إلى أن أخرجه الرشيد .
70 - رجل من أهل خراسان يخطب بحضرة المهدي .
وقدم على المهدى رجل من أهل خراسان فقال أطال الله بقاء أمير المؤمنين إنا قوم نأينا عن العرب وشغلتنا الحروب عن الخطب وأمير المؤمنين يعلم طاعتنا وما فيه مصلحتنا فيكتفي منا باليسير عن الكثير ويقتصر على ما في الضمير دون التفسير فقال المهدي أنت أخطب من سمعته