فيما بينهم قائما لا يتخوف محسنهم منه رهقا ولا مسيئهم عدوانا فقد كانت بيد رسول الله جريدة يستاك بها ويردع عنه المنافقين فأتاه جبريل فقال يا محمد ما هذه الجريدة بيدك اقذفها لا تملأ قلوبهم رعبا فكيف من سفك دماءهم وشقق أبشارهم وأنهب أموالهم يا أمير المؤمنين إن المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر دعا إلى القصاص من نفسه بخدش خدشه أعرابيا لم يتعمده فهبط جبريل فقال يا محمد إن الله لم يبعثك جبارا تكسر قرون أمتك واعلم أن كل ما فى يدك لا يعدل شربة من شراب الجنة ولا ثمره من ثمارها قال رسول الله لقاب قوس أحدكم من الجنة أو قذة خير له من الدنيا بأسرها إن الدنيا تنقطع ويزول نعيمها ولو بقى الملك لمن قبلك لم يصل إليك يا أمير المؤمنين ولو أن ثوبا من ثياب أهل النار علق بين السماء والأرض لآذاهم فكيف من يتقمصه ولو أن ذنوبا من صديد أهل النار صب على ماء الأرض لآجنه فكيف بمن يتجرعه ولو أن حلقة من سلاسل جهنم وضعت على جبل لذاب فكيف من سلك فيها ويرد فضلها على عاتقه وقد قال عمر بن الخطاب لا يقوم أمر الناس إلا حصيف العقدة بعيد الغرة لا يطلع الناس منه على عورة ولا يحنق في الحق على جرة ولا تأخذه في الله لومة لائم .
واعلم أن السلطان أربعة أمير يظلف نفسه وعماله فذلك له أجر المجاهد في سبيل الله وصلاته سبعون ألف صلاة ويد الله بالرحمة على رأسه ترفرف وأمير رتع ورتع عماله فذاك يحمل أثقاله وأثقالا مع أثقاله وأمير يظلف نفسه