وللسرى فى هذا المعنى ملح لم أر مثلها حسنا وبراعة فمنها قوله وهو يعاتب صديقا له أسر له حديثا فأذاعه .
( لسانك السيف لا يخفى له أثر ... وأنت كالصل لا تبقى ولا تذر ) .
( سرى إليك كأسرار الزجاجة لا ... يخفى على العين منها الصفو والكدر ) .
( فاحذر من السر كسرا لا انجبار له ... فللزجاجة كسر ليس ينجبر ) .
ومنها قوله .
( رأيتك تبدى للصديق نوافذا ... عدوك من أمثالها الدهر آمن ) .
( وتكشف أسرار الأخلاء مازحا ... ويا رب مزح راح وهو ضغائن ) .
( سألقاك بالبشر الجميل مداهنا ... فلى منك خل مذ عرفت مداهن ) .
( أنم بما استودعته من زجاجة ... يرى الشئ منها ظاهرا وهو باطن ) .
وقوله .
( أريد منك ثمارا لست أخفيها ... وأرتجى الحال قد حلت أواخيها ) .
( أستودع الله خلا منك أو سعه ... ودا ويوسعنى غشا وتمويها ) .
( كأن سرى فى أحشائه لهب ... فما تطيق له طيا حواشيها ) .
( قد كان صدرك للأسرار جندلة ... ضنينة بالذى تخفى نواحيها ) .
( فصار من بث ما استودعت جوهرة ... رقيقة تستشف العين ما فيها ) .
وللأمير السيد أدام الله تأييده فى حل البيتين الأخيرين قد كان فى حفظ السر صخرة لا تنصدع فأصبح زجاجة لا يحجب ما فى ضمنه ولا يمتنع .
1175 - ( سر الفلك ) قال بعض العصريين فى صديق له منجم .
( صديق لنا عالم بالنجوم ... يحدثنا بلسان الفلك )