مسعدة طول الليلة الساهرة من خوف ذى البطشة القادرة فقال إن هذا الجهد لم يبلغ أن يكون كل الجهد فقال صالح العباسي جهد البلاء زوال النعمة وانتهاك الحرمة والأمر الغمة فقال المأمون إن الأمر الغمة لناهيك به فقال الحجاج بن خيثمة بل جهد البلاء على من غضب عليه أمير المؤمنين فلا يقبل له عذرا ولا يعده صفحا فالأرض لا تقله والسماء لا تظله فقال ثمامة جهد البلاء جرى حكم جاهل على عالم فقال المأمون ينبغى أن يكون لحديثك قصة قال نعم يا أمير المؤمنين حبسنى الرشيد ووكل بى مسرورا فمنعنى النعاس وقرب الناس ثم دخل على يوما وهو يقرأ ( والمرسلات عرفا ) ويقول ( ويل للمكذبين ) فقلت إن المكذبين هم الرسل والمكذبين قومهم فقال قد قيل لى إنك قدرى ولكننى لم اصدق إلى الآن فأى جهد يكون أجهد من هذا فقال المأمون صدقت يا بن معن .
وحكى الأصمعى عن المعتمر بن سليمان أنه قال لم يعالج جهد البلاء من لم يعالج الأيتام .
وقال الجاحظ ليس جهد البلاء مد الأعناق وانتظار وقوع السيوف لأن الوقت قصير والحس مغمور ولكن جهد البلاء أن تظهر الخلة وتطول المدة وتعجز الحيلة فلا تجد صديقا مؤنسا إلا ابن عم شامتا وجارا حاسدا ووليا قد تحول عدوا وزوجة مختلفة وجارية مضيعة وعبدا لا يحترمك وولدا ينهرك .
وقال فى مكان آخر قد علمنا أن المخنوق يجد الترفيه وإرخاء الوتر