انصرفت ليلة من دار الرشيد وأنا أشكو علة ثم غدوت إليه فقال لى يا اصمعى كيف بت فقلت بليلة النابغة يا أمير المؤمنين فقال إنا لله هو قوله .
( فبت كأنى ساورتنى ضئيلة ... من الرقش فى أنيابها السم ناقع ) .
فقلت والله يا أمير المؤمنين ما أخبرت خبره وإنما أردت قوله .
( كلينى لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطىءالكواكب ) .
1064 - ( ليل الضرير ) لم يزل الشعراء يصفون الليل بالطول ويزيد بعضهم على بعض فى الإبداع والإبلاغ حتى جاء سيدوك الواسطى فسبق إلى وصف تفرد به إذ وجد ما ضيعوه من ذلك فأخذه وهو قوله .
( عهدى بنا ورداء الشمل يجمعنا ... والليل أطوله كاللمح للبصر ) .
( واليوم ليلى مذ غابوا فديتهم ... ليل الضرير فصبحى غير منتظر ) .
1065 - ( ليل السليم ) يضرب به المثل فى الطول والسهر فيه لأن السليم لا ينام لما به ولا يترك والنوم إن غشيه النعاس لئلا يسرى السم فى بدنه والعرب تعلق عليه الحلى وتسهره كما قال النابغة .
( يسهد من نوم العشاء سليمها ... لحلى النساء فى يديه قعاقع )