ثعلب فقال سألت عنه ثعلبا فلم يأت بشىء ثم بلغنى أن عبيد الله بن عبد الله سأل المبرد عنه فأنشده قول عدى بن زيد لابنه زيد بن عدى فى حبس النعمان .
( فلو كنت الأسير ولا تكنه ... إذا علمت معد ما أقول ) .
قوله ولا تكنه حشو مستغنى عنه ولكنه فى الحسن نظير وبلغتها .
قال مؤلف الكتاب قد أفتتحنا كتابا صغير الجرم لطيف الحجم فى نظائر هذين الحشوين وترجمته ب حشو اللوزينج فمما أودعته إياه أن المأمون قال يوما ليحيى بن أكثم هل تغديت اليوم فقال لا وأيد الله أمير المؤمنين فقال المأمون ما أظرف هذه الواو وأحسن موقعها وذلك أنه لو قال لا أيد الله أمير المؤمنين لكان أشبه بالدعاء عليه لا له ولكنه استظهر بالواو وجعلها حاجزة بين لا وأيد الله أمير المؤمنين حذرا من وقوع الشبهة .
وكان الصاحب يقول هذه الواو أحسن من واوات الأصداغ فى خدود المرد الملاح .
وقرأت فى بعض الكتب أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه سبق إلى هذه اللفظة وذلك أنه مر به رجل معه ثوب فقال له أبو بكر أتبيعه فقال الرجل لا رحمك الله فقال أبو بكر قد قومت ألسنتكم لو تستقيمون ألا قلت لا ورحمك الله .
ومما عثرت عليه من حشو اللوزينج فى شعر البحترى قوله للمتوكل .
( وجزيت أعلى رتبه مأمولة ... فى جنة الفردوس غير معجل ) .
فقد تم الكلام عند قوله ( فى جنة الفردوس ) وقال غير معجل