هل ترى فى لحيتى موضعا لها فأخرجت أم سلمة إليه عقدا له قيمة جليلة وقالت للخادم أخبره أنى أهديته له فأخذه ووضعه بين يديه وشكر للسفاح ودعا له وترك العقد ونهض فقالت أم سلمة للسفاح قد أنسيه فقال السفاح للخادم الحقه به وقل له هذا لك فلم خلفته فاتبعه الخادم به فلما وصل إليه قال ما هو لى فاردده فلما أدى إليه الرسالة قال إن كنت صادقا فهو لك فانصرف الخادم بالعقد وعرف السفاح بما جرى وامتنع من رده على أم سلمة وقال لها قد وهبه لى فلم تزل به حتى ابتاعته منه بعشرة آلاف دينار وأكثرت التعجب من كبر نفس عمارة .
وأراد المنصور يوما أن يعبث به فخرج عمارة من عنده فأمر المنصور الخدم ان يقطعوا حمائل سيفه لينظر أيأخذه أم لا ففعلوا ذلك وسقط السيف فمضى عمارة لوجهه ولم يلتفت إليه .
وكان يوما يماشى المهدى فى أيام المنصور ويده فى يده فقال له رجل من هذا أيها الأمير فقال أخى وابن عمى عمارة بن حمزة فلما ولى الرجل ذكر المهدى ذلك لعمارة كالممازح له فقال له عمارة إنما انتظرت أن تقول ومولاى فانفض والله يدى من يدك فضحك المهدى .
277 - ( زمن البرامكة ) يضرب لكل شىء حسن كما قال الجماز أيامنا كأنها زمن البرامكة على العفاة وقد أكثر الناس فى وصفهم وأيامهم قال صالح بن طريف .
( يا بنى برمك واها لكم ... ولأيامكم المقتبلة ) .
( كانت الدنيا عروسا بكم ... وهى اليوم ثكول أرمله )