( هكذا فلتكن منايا الكرام ... بين ناى ومزهر ومدام ) .
( بين كاسين أروتاه جميعا ... كأس لذاته وكأس الحمام ) .
ومنهم البحترى شهد القتل فقال من قصيدة .
( لنعم الدم المسفوح ليلة جعفر ... هرقتم وجنح الليل سود دياجره ) .
( كان ولى العهد أضمر غدرة ... فمن عجب أن ولى العهد غادره ) .
( فلا ملى الباقى تراث الذى مضى ... ولا حملت ذاك الدعاء منابره ) .
وممن ضرب المثل بليلة المتوكل أبو القاسم الزعفرانى حيث قال من قصيدة فى فخر الدولة .
( قد ألقت الدنيا أزمتها إلى ... ملك الملوك على بن أبى على ) .
( فاطرب سرورا بالزمان وحسنه ... واشرب على إقبال دولة مقبل ) .
( كم آمن متحصن فى جوسق ... قد بات منه بليلة المتوكل ) .
271 - ( خلافة ابن المعتز ) تضرب مثلا فيما لا تطول مدته ويسرع انقضاؤه لأنه ولى الخلافة يوما وبعض يوم وأدركته حرفة الأدب فلم يلبث أمره أن انحل فى اليوم الثانى وقد كان بايعه أكثر الناس وذلك لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين ولقب بالمنتصر بالله فكان أول ما تكلم به قد حان للحق أن يتضح وللباطل أن يفتضح .
وجرت عليه اتفاقات سوء منها أن مؤنسا الحاجب فى دار المقتدر كان بايع ابن المعتز على أن يكون حاجبه وواطأه على أن ينفذ إليه أمر المقتدر وصافيا الحرمى فبلغه أن يمنا غلام المكتفى يذهب ويجىء قدام ابن المعتز كالحاجب