ولما صدر الرسولان إلى مسيلمة الكذاب افتعل كتابا يذكر فيه أنه جعل له الأمر من بعده فصدقه أكثر بنى حنيفة .
وبلغ من تبركهم به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو لمريضهم ويبارك لمولودهم وجاءه قوم بمولود لهم فمسح رأسه فقرع وجاءه رجل يسأله أن يدعو لمولود له بطول العمر فمات من يومه .
وكان ثمامة بن أثال الحنفى يقشعر جلده من ذكر مسيلمة وقال يوما لأصحابه إن محمدا لانبى معه ولا بعده كما أن الله تعالى لا شريك له فى ألوهيته فلا شريك لمحمد في نبوته ثم قال أين قول مسيلمة يا ضفدع نقى نقى كم تنقين لا الماء تكدرين ولا الشرب تمنعين من قول الله تعالى الذى جاء به محمد ( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) فقالوا أوقح بمن يقول مثل ذلك مع مثل هذا .
ولما انتقل النبى إلى جوار ربه وارتدت العرب بعث أبو بكر رضى الله عنه خالد بن الوليد إلى حرب أهل الردة فأوقع بهم وانتصف منهم ثم أمره أبو بكر رضى الله عنه بقصد اليمامة ومقارعة مسيلمة ففعل وزحف إليها فى وجوه المهاجرين والأنصار وتلقاه مسيلمة في خيله ورجله ولما كان يوم اليمامة حمى الوطيس واشتدت الواقعة وعظمت الملحمة والتجأ بنو حنيفة وفيهم مسيلمة إلى حديقة سميت من بعده حديقة الموت فاقتحمها خالد رضى الله عنه والمسلمون ووضعوا فيهم السيوف وقتل الله مسيلمة فاشترك في قتله وحشى بحربته وعبد الله بن الزبير بسيفه وفتح