آخر .
( كأن فؤادي يوم سرت دليل ... يسير أمام العيس وهو ذليل ) .
( فصرت عقيب الظاعنين لكي أرى ... فؤادي سرى في الركب وهو عجول ) .
( وقائلة لي كيف حالك بعدنا ... لتعلم ما هذا إليه يؤول ) .
( فقلت لها قد مت قبل ترحلي ... فمن باب أولى أن يجد رحيل ) .
( وقلت فليلي طال هما فأنشدت ... وما زال ليل العاشقين طويل ) .
( فقلت وجسمي لم يزل مترجفا ... فقالت وجسم العاشقين نحيل ) .
( فقلت لها لو كنت أدري فراقنا ... بيوم وداع ما إليه سبيل ) .
( قلعت لعيني في هواك بأصبعي ... لكيلا أرى يوما علي ثقيل ) وقال الوأواء الدمشقي عفا الله عنه .
( يا من نفت عني لذيذ رقادي ... مالي ومالك قد أطلت سهادي ) .
( فبأي ذنب أم بأية حالة ... أبعدتني ولقد سكنت فؤادي ) .
( وصددت عني حين قد ملك الهوى ... روحي وقلبي والحشا وقيادي ) .
( ملكت لحاظك مهجتي حتى غدا ... قلبي أسيرا ما له من فادي ) .
( لا غرو إن قتلت عيونك مغرما ... فلكم صرعت بها من الآسادي ) .
( يا من حوت كل المحاسن في الورى ... والحسن منها عاكف في بادي ) .
( رفقا بمن أسرت عيونك قلبه ... ودعي السيوف تفر في الأغماد ) .
( وتعطفي جودا علي بقلبة ... فبميم مبسمكي شفاه الصادي ) .
( ماتت أطال الله عمرك سلوتي ... ولقد فنى صبري وعاش سهادي ) .
( ومن المنى لو دام لي فيك الضنى ... يا حبذا لأراك من عوادي )