( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) ثم نهض وعاد إلى طريقته التي كان عليها وأنشأ يقول .
( قد كنت أعذل في السفاهة أهلها ... فاعجب لما تأتي به الأيام ) .
( فاليوم أعذرهم وأعلم إنما ... سبل الضلالة والهدى أقسام ) وقدم عبد الله بن جعفر على معاوية بالشام فأنزله في دار عياهل وأظهر من إكرامه ما يستحقه فغاظ ذلك فاختة بنت قرظة زوج معاوية فسمعت ذات ليلة غناء عند عبد الله بن حعفر فجاءت إلى معاوية فقالت هلم فاسمع ما في منزلك الذي جعلته من لحمك ودمك وأنزلته بين حرمك فجاء معاوية فسمع شيئا حركه وأطربه فقال والله إني لأسمع شيئا تكاد الجبال أن تخر له ثم انصرف فلما كان في آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله بن جعفر وهو قائم يصلي فنبه فاختة وقال لها اسمعي مكان ما أسمعتني هؤلاء قومي ملوك بالنهار رهبان بالليل ثم إن معاوية أرق ذات ليلة فقال لخادمه اذهب فانظر من عند عبد الله بن جعفر وأخبره إني قادم عليه فذهب وأخبره فأقام عبد الله كل من كان عنده فلما جاء معاوية لم ير في المجلس غير عبد الله فقال مجلس من هذا ؟ قال عبد الله هذا مجلس فلان يا أمير المؤمنين فقال معاوية مره فليرجع إلى مجلسه حتى لم يبق إلا مجلس رجل واحد قال مجلس من هذا ؟ قال مجلس رجل يداوي الآذان يا أمير المؤمنين قال إن أذني عليلة فمره أن يرجع إلى مجلسه وكان مجلس بديح المغني فأمره عبد الله بن جعفر فرجع إلى موضعه فقال له معاوية داو أذني من علتها فتناول العود وغنى وقال .
( ودع سعاد فإن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل ) قال فحرك عبد الله بن جعفر رأسه فقال له معاوية لم حركت رأسك يا ابن جعفر ؟ قال أريحية أجدها يا أمير المؤمنين لو لقيت