( ولولا الحبة السمراء ... لم نحلل بواديكم ) ولا بأس بالغناء إذا لم يكن فيه أمر محرم ولا يكره السماع عند العرس والوليمه والعقيقة وغيرها فإن فيه تحريكا لزيادة سرور مباح أو مندوب ويدل عليه ما روي من إنشاد النساء بالدف والألحان عند قدوم النبي حيث قلن .
( طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع ) .
( وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع ) .
( أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع ) ويدل عليه ما روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها إنها قالت رأيت النبي يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد الحرام حتى أكون أنا التي أسامه ويدل عليه أيضا ما روي في الصحيحين من حديث عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة رشي الله تعالى عنها أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى يدففان ويضربان والنبي متغش بثوبه فانتهرها أبو بكر فكشف النبي عن وجهه وقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وعن قرة بن خالد بن عبد الله بن يحيى قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه للنابغة الجعدي أسمعني بعض ما عفا الله لك عنه من هناتك فأسمعه كلمة فقال له وإنك لقائلها قال نعم قال طالما غنيت بها خلف جمال الخطاب وعن عبد الله بن عوف قال أتيت باب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فسمعته يغني بالركابية يقول .
( فكيف ثوائي بالمدينة بعدما ... قضى وطرا منها جميل بن معمر ) وكان جميل بن معمر من أخصاء عمر قال فلما استأذنت عليه قال لي أسمعت ما قلت ؟ قلت نعم قال إذا خلونا ما يقول الناس في بيوتهم وقد أجازوا تحسين الصوت في القراءة والأذان فإن كانت الألحان مكروهة فالقراءة والأذان أحق بالتنزيه عنها وإن كانت غير