وقيل لما سخر الله تعالى الجن لسليمان E نادى جبريل عليه السلام أيها الجن أجيبوا نبي الله سليمان بن داود بإذن الله تعالى قال فخرجت الجن والشياطين من الجبال والكهوف والغيران و الأودية والفلوات والآجام وهم يقولون لبيك لبيك والملائكة تسوقهم سوق الراعي للغنم حتى حشرت بين يدي سليمان E طائعة ذليلة وكانوا إذ ذاك أربعا وعشرين فرقة فنطر إلى ألوانها فإذا هي سود وشقر ورقط وبيض وصفر وخضر وعلى صور جميع الحيوانات ومنهم من رأسه رأس أسد وبدنه بدن الفيل ومنهم من له خرطوم وذنب ومنهم من له قرون وحوافر وغير ذلك من الأنواع قال فعند ذلك تعجب نبي الله سليمان E من هذه الأشكال وسجد شكرا لله تعالى وقال إلهي ألبسني هيبة من عندك وجعل يسألهم عن طباعهم وعن طعامهم وشرابهم وهو يجيبونه ثم فرقهم في الصنائع من قطع الصخور والأحجار والأشجار والغوص في البحار وأبنية الحصون وفي استخراج المعادن والجواهر قال الله تعالى ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) ونكتفي من ذلك بهذا القدر اليسير والله المسؤول في تيسير كل عسير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم