فكان ذلك آخر العهد بها فتبارك الله ما أكثر عجائب خلقه وما لم نشاهده ونسمع به أكثر فسبحان القادر على كل شيء لا إله إلا هو ولا معبود سواه فالعاقل يعرف الجائز والمستحيل ويعلم أن كل مقدور بالإضافة إلى قدره الله تعالى قليل وإذا سمع عجبا جائزا استحسنه ولم يكذب قائله والجاهل إذا سمع ما لم يشاهده قطع بتكذيب قائله وتزييف ناقله وذلك لقلة عقله وقد وصف الله تعالى الجاهل بعدم العقل بقوله تعالى ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ) وقد أودع الله تعالى من عجائب المصنوعات في الآفاق والسماوات ما يدل عليه قوله تعالى ( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ) فلا تكن منكر العجائب فكل الأشياء من آياته .
( فيا عجبا كيف يعصى الاله ... أم كيف يجحده الجاحد ) .
( وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد ) ومن شاهد حجر المغناطيس وجذبه للحديد وكذلك حجر الماس الذي يعجز عن كسره الحديد ويكسره الرصاص ويثقب الياقوت والفولاذ ولا يقدر على ثقب الرصاص يعلم أن الذي أودعه هذا السر قادر على كل شيء فلا تكن مكذبا بما لا تعلم وجه حكمته فإن الله تعالى قال ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) قال صاحب تحفة الألباب إن في بلاد السودان أمة لا رؤوس لهم .
وقد ذكرهم الشعبي في كتاب سير الملوك وذكر في بلاد المغرب أمة من ولد آدم كلهم نساء ولا يعيش في أرضهم ذكر وأن هؤلاء النساء يدخلن في ماء عندهم فيحبلن من ذلك وتلد كل امرأة منهن بنتا ولا يلدن ذكرانا أبدا وقيل إن ولد تبع اليماني وصل إليهم لما أراد أن يصل إلى الظلمات التي دخلها ذو القرنين وإن ولد تبع هذا كان إسمه أفريقش وهو الذي