يمشي خارج عسكره يتميز عساكر المسلمين فجاء الخبر إلى عبد الله ابن ابي السرج وهو نائم في قبته فخرج فيمن وثق به من رجاله وحمل على العدو فقتل الملك وكان الفتح وبمثل هذا قهر ألب ارسلان ملك الترك ملك الروم وقمعه وقتل رجاله وأباد جمعه وكانت الروم قد جمعت جيوشا يقل أن يجمع لغيرهم من بعدهم مثلها وكان قد بلغ عددهم ستمائة الف كتائب متواصلة وعساكر مترادفة وكراديس يتلو بعضها بعضا لا يدركهم الطرف ولا يحصيهم العدد وقد استعدوا من الكراع والسلاح والمجانيق والآلات المعدة للحروب وفتح الحصون بما لا يحصى وكانوا قد قسموا بلاد المسمين الشام والعراق ومصر وخراسان وديار بكر ولم يشكوا أن الدولة قد دارت لهم وأن نجوم السعود قد خدمتهم ثم استقبلوا بلاد المسلمين فتواترت أخبارهم إلى بلاد المسلمين واضطربت لها ممالك أهل الإسلام فاحتشد للقائهم الملك ألب ارسلان وهو الذي يسمى الملك العادل وجمع مجموعة بمدينة أصبهان واستعد بما قدر عليه ثم خرج يؤمهم فلم يزل العسكران يتدانيان إلى أن عادت طلائع المسلمين إلى المسلمين وقالوا لألب أرسلان غدا يتراءى الجمعان فبات المسلمون ليلة الجمعة والروم في عدد لايحصيهم إلا الله الذي خلقهم وما المسلمون مم إلا أكلة جائع فبقي المسلمون وجلين لما دهمهم فلما أصبحوا صباح يوم الجمعة نظر بعضهم إلى بعض فهال المسلمين ما رأوا من كثرة العدو فأمر ألب أرسلان أن يعد المسلمين فبلغوا اثني عشر الفا كانوا كالشامة البيضاء في الثور الاسود فجمع ذوي الرأي من أهل الحرب والتدبير والشفقة على المسلمين والنظر في العواقب واستشارهم في استخلاص أصوب الرأي فتشاوروا برهة ثم اجتمع رأيهم على اللقاء قتوادع القوم وتحاللوا وناصحوا الإسلام واهله وتأهبوا أهبة اللقاء وقالو لألب أرسلان بسم الله نحمل عليهم فقال الب ارسلان يا معشر أهل الإسلام امهلوا فإن هذا يوم الجمعة والمسلمون يخطبون