وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من الأحاديث النبوية والأمثال الشعرية والألفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق والأشعار والرقائق ما تشنف بذكره الأسماع وتقر برؤيته العيون وينشرح بمطالعته كل قلب محزون شعر .
( من كل معنى يكاد الميت يفهمه ... حسنا ويعشقه القرطاس والقلم ) .
وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون كما قال بعضهم شعرا في المعنى .
( ففي كل باب منه در مؤلف ... كنظم عقود زينتها الجواهر ) .
( فإن نظم العقد الذي فيه جوهر ... على غير تأليف فما الدر فاخر ) .
وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت الأصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند الاحتياج إليه ويعرف مكانه بالاستدلال عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء الله تعالى والله المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وهذه فهرست الكتاب والله سبحانه المهون للصعاب .
الباب الأول في مباني الإسلام وفيه خمسة فصول الباب الثاني في العقل والذكاء والحمق والذم وغير ذلك الباب الثالث في القرآن العظيم وفضله وحرمته وما أعد الله تعالى لقارئه من الثواب العظيم والأجر الجسيم الباب الرابع في العلم والأدب وفضل العالم والمتعلم الباب الخامس في الآداب والحكم وما أشبه ذلك الباب السادس في الأمثال السائرة وفيه فصول الباب السابع في البيان والبلاغة والفصاحة وذكر الفصحاء من الرجال والنساء وفيه فصول الباب الثامن في الأجوبة المسكتة والمستحسنة ورشقات اللسان وما جرى