( فكم وحق الله من ليلة ... قد أطعم الضيف ولم أطعم ) .
( إن الغني بالنفس يا هذه ... ليس الغني بالمال والدرهم ) .
وقال بعض البخلاء .
( سرى نحونا يبغي القرى طاوي الحشى ... لقد علمت فيه الظنون الكواذب ) .
( فبات له منا إلى الصبح شاتم ... يعدد تطفيل الضيوف وضارب ) .
فشتان ما بين القولين .
وأما آداب الضيف .
فهو أن يبادر إلى موافقه المضيف في أمور منها أكل الطعام ولا يعتذر بشبع بل يأكل كيف أمكن فقد حكى أنه ورد على بعض الأعراب ضيف فدخل به إلى بيته وقدم له الطعام فقال الضيف لست بجائع وإنما أحتاج إلى مكان أبيت فيه فقال الأعرابي إذا كان هذا فكن ضيف غيري فاني لا أرى أن تمدحني في البلاد وتهجوني فيما بينى وبينك .
وحكى عن بعض التجار قال استدعاني أبو حفص محمد بن القاسم الكرخي لأعرض عليه قماشا من تجارتي فبينما أنا بين يديه وإذا بأطباق الفاكهة قد حضرت فقمت من مجلسه فقال يا فلان ما هذا الخلق العامي اجلس فجلست وتحققت كرمه وجعلت آكل الكمثراة في لقمة والتفاحة في لقمة ثم قدم الطعام وكنت جائعا فأكلت جيدا ثم انصرفت فلم أشعر في اليوم الثاني إلا وقد جاءني غلامه ببغلته فاستدعاني إليه فقال يا فلان إني قليل الأكل بطيء الهضم ولقد طابت لي مؤاكلتك بالأمس فأريد أن لا تنقطع بعدها عني قال فكنت متى انقطعت حضر غلامه في طلبي فحصل له بقربي منه مال كثير وجاه عريض